فنان منسي: حليم الرومي

 

لا تتشابه ألقاب الفنانة ماجدة الرومي والفنان حليم الرومي مصادفة، بل حليم الرومي يكون والد الفنانة القديرة ماجدة وصانعها الأول. ومن الغريب جداً أن قلة ونادرة جداً  في زماننا هم من يعرفون هذه الصلة، إلى جانب معرفتهم بمجد المطرب والفنان العظيم “حليم الرومي”.

حليم الرومي في الحقيقة، لم يعتني بتجربة ابنته ماجدة الرومي وصوتها وامكانتها فحسب ولم يورثها فنه وحيدة، بل وقف أيضاً إلى جانب أشهر مطربات لبنان، وهي السيدة فيروز، حيث كما قيل: التقى الموسيقار حليم الرومي بالمطربة فيروز في اواخر الأربعينيات حين تقدمت لامتحان القبول في إذاعة لبنان، اعجب بصوتها وقدم لها اول لحن «تركت قلبي وطاوعت حبك» عام 1950″. كما أنه قد عمل معها في دويتو “الورد”

8fa4a

بدأ حليم الرومي فنه من بلاد الشام (حبفا)، وأجازه معهد الموسيقى وهو في الرابعة عشر من عمره ليكون مطرب ناشئ، لكن شهرته التي أعطته لقب فنان هي مصر العريقة وأم الفن حين تبنت الإذاعة المصرية أولى حفلاته، وكما هو معروف فإن كل فنان يشرق من مصر ثم تنشر مصر شعاع اسم وفنه وموهبته في أرجاء الدنيا، إن مصر صانعة العظماء بلاشك. 

له عدة أعمال عظيمة، ووضع بصمة في إدارة الإذاعة اللبنانية، حيث عمل جاهداً لرفع مستوى الفن في لبنان في ذلك الوقت، وقيل أنه ساهم وطور فن الموشحات حيث قيل: عالج الرومي الموشح بطريقة جديدة وهي ترديد المجموعة أي ‘الكورس’ للبيت الأول منه وبعد كل جزء من أجزائه أو جزء من الخانات التي ينفرد فيها المغني أما أداء الخرجة فكان يؤديها، ‘الكورس’ مع المغني المنفرد. ولهذا قيل أنه جمع بين الأسلوب المصري والحلبي في أداء الموشحات. وأشهر موشح له هو “غلب الوجد عليه” وهي من كلمات الأديب محمود سامي البارودي. 

في الحقيقة أن حليم الرومي له إنتجات غزيرة جداً، فله مايقارب آلفي عمل، كما أنه خلال عمله في الإذاعة اللبنانية أستطاع تقديم الكثير من الأصوات الناجحة والمميزة، حيث أنه اكتشف تلك الأصوات ودربها وعاملها بإهتمام إلى أن اكتسبت تلك المكانة. تميزت أعماله في مجملها بالعمق والأصالة الفنية، وتناولت مختلف الألوان الغنائية والموسيقية المعروفة في الغناء العربي، وتميّز إنتاجه بالقصائد والموشحات والأوبريتات، أهمها قصائد: «إرادة الحياة»، «ومضة على ضفاف النيل»، «عطر» و«البحيرة»؛ وموشحات: «غلب الوجد عليه فبك»، «يرنو بطرفٍ فاترٍ»، «يا أهيل الحي» و«وجب الشكر علينا»؛ وأوبريتات: «القطرات الثلاث»، «مجنون ليلى» و«أبو الزلف»؛ وأغاني: «لا تغضبي»، «سلونا» و«هنا تقابلنا سوى». 

هنا بعض أعماله المتميزة : 
إذا الشعب يوماً أراد الحياة
اسمع قلبي وشوف دقاته
غلب الوجد عليه 

وثائقي قصير يتحدث عن الفنان حليم الرومي
https://www.youtube.com/watch?v=haSMQRN_Y_g