ملامح !

اللغة العربية للإستخدام اليومي “اليوم الرابع”

كانت الساعة الثالثة صباحاً عندما رن الهاتف لأول مرة ولكنه توقف، وما أن وضعت رأسي من جديد لأنام حتى سمعت بعض الطرق على باب غرفتي…
بحثت بين أنفاسي عن حبل شجاع أتمسك بطرفه لأتأكد هل الطرق كان واقعاً أم محض حلم! مشيت خطواتي على أطراف أصابعي إلى أن وصلت على مشارف ذلك الباب فوجدت ظرفاً رماه لي أحد ما من تحت الباب، في البداية لم أستوعب مالذي يحدث وكيف ذاك! إلآ أني فتحت ذلك الظرف الصغير على عجل وكأني كنت أنتظره، أو لأني كنت أنتظر أي شيء منه، وحين تأملت مابداخله فإذا بها  صورة لطفلة وفي خلفها دعاء، تأملت ملامح تلك الطفلة وأنا أقف أمام مرآتي كانت تشبهني كثيراً إلاّ أني كنت أقبح منها بكثير، كانت تبتسم بملئ قلبها، أما الواقفة أمام المرآءة بدت على قسمات وجهها تفاصيل اليأس .. قرأت الدعاء الذي بخلف الصورة خلال المرآءة فكان “اللهم اجعلها من السعداء في الدنيا والآخرة” ابتسمت وضحكت وسقيت قلبي بماء عيني .. كنت أعلم أن الله سيرسل لي ذات يوم طفلة جميلة تخربش علي قلبي وترسم قوس مطر ملون فتشرق الحياة فيه ربيعاً ! “أحياناً وفجأة تصادف جملة في كتاب، أو تسمع كلمة من عابر أو صديق، تشعر وكأنها تحكيك، تلك هي هدايا السماء والإشارات الربانية :)” تذكرت عبارتي هذه التي كتبتها ذات يوم فتأكدت بأن الله لا ينسى …

اللغة العربية للإستخدام اليومي: أحلامي طفلة “٣”

تجربة التدوين: اللغة العربية للإستخدام اليومي  ( أنا كفاطمة)
اليوم الثالث: أحلام الطفولة..

ليس سهلاً الآن أن أسترجع تلك الطفولة بذاكرتي فقط، أود لو أدير عجلة الحياة لأعود طفلة ذات جدائل!
أحلامي في الطفولة كانت كثيرة جداً حتى أني الآن لو أتذكرها سأعتبرها كحقل أزهار ملون، كنت أجد في طفولتي الحياة عبارة عن قوس مطر يرقص !
أظن أني جمعت أحلامي الطفلة في صندوق أسراري ودفنتها وأنا نائمة في أحد أحلامي .. لكن أغرب حلم كان ..
هو أني أتحول إلى أحد الشخصيات الكرتونية وأمثلها، كنت دائماً أجد أبطال الكرتون شخصيات تشبهني في حجمها، كنت أتمنى أن أكون  ليدي “لين” تلك الأميرة التي لا ترضى إلّا  أن تصل لأحلامها الكبرى أو هايدي تلك الفتاة المشاكسة المتفائلة، التي تبعث الحياة للآخرين !
كان حلماً طفولياً وكنت أرغب فيه بشدة ! تخيلوا لو كنا حقاً نستطيع أن نتحول إلى شخصيات كرتونية ماذا كنت سأكون؟! وماذا سيتعلم الأطفال من قصتي؟! و هل سيكون اسمي فاطمة ؟! علها تحدث .. لا أحد يعلم ..  🙂

ذكريات الطفولة لا تعجز أن تعيدك طفل .. لم يكن في الحسبان أن في جدولنا الممتلئ يوم لزيارة “هايدي” لكن المفاجأة هي أن يوماً ما سقط سهواً من الترتيب، فقررنا أن نعود أطفالاً ونذهب تلك المدينة التي تقع في شمال سويسرا على حدود ألمانيا في مرتفعات الألب الجميلة ..
لن أتحدث كثيراً سأدع الصور هي المتحدث عني ..
لكن حقيقة بين أرجاء المنطقة تكاثر الحس الطفولي، الذي امتد لأتذكر كم كنت أعشق تلك الطفلة هايدي وعبثها الطفولي البريء، كنت أستيقظ وأتسمر أمام الشاشة أنتظرها لتطل فأتوق لزيارة “آلمراعي” وحلْب الأغنام .. كنت وقتها أتمنى لو أحضى بمن يشبه “يوكي” لأتقاسم معه الشغب.. كانت تُظهر الحياة البرية نقية و جميلة جداً ممتلئة بالحياة !
فعلاً هذا ما شعرته حين تسللت إلى كوخها الصغير الذي يُعتبر اليوم “متحفاً” يزورها الناس فيه من شتى البلدان، و تتداول قصتها الأجيال، في ذلك الوقت وأنا أنتقل من غرفة لأخرى إلى أن وصلت “آلمطبخ” تذكرت كيف كانت تصنع الجبن، والخبز، وكأني كنت أشم رائحتها هناك .. كانت تجربة فريدة أن تعود طفل لغضون ساعات بين أغراض صديقتك الوهمية !
سألنا إن كان أحد من عائلتها لا يزال موجوداً أو يستقبل زيارة السائحين لكن كان الرفض هو الجواب !

سأترككم مع الصور ..

هايدي الطفلة !