ليلى الذئب!

النظر إلى المرآة يفزعها، 
لاترى شخصًا سائلاً، 
ولا ترى عينًا تائهةً، 
ولا تلمح ثقوبًا في رأسها أو في جسدها 
ولا ترى بطبيعة الحال، وجهًا وديعًا، مبتسمًا، جميلاً، كما هو في حقيقته.
إن كل ماتراه هو شخص لاتكاد تعرفه، لكنه يخرج من جلدها ويتلبسها، فترى منه، مخالبه، وأنيابه .. 
ياترى، متى كبر ذلك الذئب الصغير وتمرد عليها، وقتل فيها كل مايشير إليها؟ 
هي لاتعلم مطلقا، ولا تعرف، كل ماتعرفه أنها كلما مدت له يدها اشتاط غيضًا، وعوى في وجهها، وانقض عليها يهاجمها، هي تعرف أنه ذئب كسير، مخذول، متألم، وحانق، ممتلئ غضبًا،
مجروح، لكنها لا ترى جراحه ظاهرة عليه ..
من هو ذلك الذئب “الإنسان” فيها؟ 
نحن لانعلم، ولاهي تعلم. كل ماتعرفه، أنه يصيبها بالخجل أمام الآخرين.. 
ويصيبها برغبة في التقيء حين تختلي بنفسها.. 
كسّرت كل المرايا، أغلقت عدسات الهاتف، تجنبت كل انعكاساتها، محاولة بذلك قتله من ذاكرتها على الأقل .. لكنه أخذ يعوي ويعوي في رأسها، ويشتد صوته ويرتفع، وهي ظلت تنهار وتتداعى للأبد.