من الصعب جداً أن أكتب عن نفسي، فأنا التناقض ربما، الأنثى التي تكتب أفكار قد تنقضها غداً ليس لكونها سطحية بل لأني أعتقد بأني هكذا أصل إلى نفسي بطرح أفكاري ومن ثم مساجلتها ولأني أؤمن بأن بعض الأفكار ذات صلاحية معينة وتنتهي، ورحلتي مع نفسي قد تطول، لا هي حتماً ستطول. كثيراً ما أعيش مقتنعة بأني أكثر من شخص في آن واحد ذلك لكثرة ما أتصارع مع أفكاري بيني وبين نفسي. فأستطيع أن أقول أكثر بأني أخشى المعتاد، ولا أحب السائد، وأمقت الاستهلاكية وأدفعها بعيداً عني كي لاتحولني لمسخ. وأعتقد بشكل ما أني أتفرد في بعض تجاربي المحدودة. أنا مسالمة بشكل واضح، ومبتسمة غالباً، فمشاكلي أعنونها بمشاكلي الشخصية لأني لا أحب أن أقحم أحد في الخطأ إن كنت قد أبتدأته أنا، محاولة بذلك خلق مساحات داخلي لا يخسرها الذين أحبهم، أعيش التمرد حين يحاول المجتمع في كل لحظة قولبتي وأقاوم بقوة داخلية، وأقتنع كثيراً بأن دهشتي غالباً ماتكون سبباً لوعي ما بنفسي وكينونتي. فاطمة شخص يثق بأنه قادر ليكون نفسه وإن طال الوقت.
قررت ممارسة الكتابة والتدوين ليس لأجل أحد، ولا لأجل أن يحتسب لي في قطار انجازاتي أني مدونة. أكتب لأني أعيش بكامل قوتي وضعفي خلال ما أكتب. وأنا إلى جانب كل هذا شخص غير اجتماعي، يعيش في عزلته الخاصة أكثر مما يخرج ليغيض المجتمع بأفكاره، فالكتابة حل مثالي لأمثالي.
أعيش حالة من السفر خلال الموسيقى، وغالباً ماتكون لحظات تصوف وانعتاق من كل شيء، واتصال لا مباشر بأعماقي. هي لحظات قدسية لا تنفك عن أن تكون أحد ممارساتي التي أتخفف بها من ضغوط الحياة والأزمات الإجتماعية والنفسية.
معلومات غير مهمة: اسمي فاطمة سالم باسلامة. ولدت في 21 أيار 1987. خريجة دار الحكمة قسم القانون، أقرأ في الفلسفة و علم النفس و أهتم كثيراً بالأدآب والفنون. أدون في ساقية، وصحيفة مكة.